-

 

 

 

 

:: غلطة العمر / الموقف الرياضي / بقلم سمير علي...

12-09-2004

:: أخطاء الإدارات...

:: الكردغلي والقرار الصعب...

:: الخاشو في القرداحة...

:: تغييب المكافآت لمصلحة من؟...

 

كعادتها فان رياضة اللاذقية تحب الاثارة والمفاجآت والموديلات في جميع فصولها , ولهذ السبب لابد من شطط ادارات انديتها والعمل وفق مزاجيات بعض اعضائها ,وهي في بعض الاحيان تكرر اخطاءها دون ان تدري وتحكم بعض قراراتها ابعاد الكفاءات ,وقد فرضت احداث لاسبوع الماضي الكثير من التساؤلات والتي لم نجد لها اجوبة شافية ولعل ابرزها تعاقد الادارات مع لاعبين دون استشارة المدربين والمفاوضات التي تجريها ادارة حطين مع الكردغلي وتعاقد ادارة القرداحة مع مدرب شباب تشرين وغياب الجمهور عن بطولة الكرة الشاطئية وتساؤلات كثيرة من خبرة رياضية مبعدة عن العمل الرياضي وهاكم التفاصيل :


اخطاء الادارات ?!‏

لم يعد مستغربا ان تخترع ادارات اندية اللاذقية موديلات جديدة على ساحة كرة القدم السورية , عندما بدأت تتعاقد مع لاعبين جدد للانضمام الى فرقها استعدادا للموسم القادم على الرغم من غياب المدراء الفنيين والمدربين , وحتى المشرفين المتخصصين , وكأن هذه الادارات باتت تفهم في كرة القدم أكثر من اهلها ,ولعل مادفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو عدم وجود مدربين في ناديي حطين وتشرين بعد انتهاء الدوري وسفر الهواش الى حلب والخوري الى حمص , وبهذا فإن خطوة التعاقد مع لاعبين قبل التعاقد مع مدربين تعتبر ظاهرة غير صحية , وكان الافضل ان تبحث كل ادارة عن مدرب جدير وجدير يجمع الفريق ويجري اختباراته على اللاعبين المتبقين الذين لم تنته مدة عقودهم ويرفع تقريره الى مجلس الادارة عن حالة الفريق والمراكز التي تحتاج الى لاعبين جدد نظرا لعدم كفاءة اللاعبين الموجودين في النادي قبل ان تتعاقد مع أي لاعب , وهذا هو الشيء الطبيعي الذي كان من المفروض ان يحصل في أي ناد يريد تعزيز ودعم فريقه بلاعبين جدد كي لا تتكرر مأساة العام الماضي التي جرت في ناديي حطين والقرداحة فيما كانت موفقة الى حد ما في تشرين عندما تم التعاقد مع لاعبين دون تجريب وبشكل ارتجالي حتى انه تم التعاقد مع لاعبين يلعبان في نفس المركز وان دل هذا على شيء انما يدل على التخبط والارتجالية وغياب المتخصصين في ادارات هذه الاندية على الرغم من خبرة البعض من غير اهل الاختصاص , ويبقى السؤال : متى تتعلم ادارات اندية اللاذقية من اخطائها وتسير على الطريق الصحيح بحيث تتعاقد مع المدربين اولا‏ وهؤلاء يقررون الحاجة الفعلية للفريق وعلى مسؤوليتهم يقع عاتق انتقاء اللاعبين ,لان القضية ليست سباقا في التعاقد مع اسماء لامعة بقدر ماهي في البحث عن مراكز الخلل في الفريق وسد هذه الثغرات بلاعبين مميزين ..?!‏


الكردغلي والقرار الصعب ..?!‏

مازال نجم تشرين والكرة السورية في الثمانينات عبد القادر كردغلي يخطف الاضواء من النجوم القدامى والجدد , فمجرد نشرنا خبر المفاوضات التي تجريها معه ادارة حطين في الاسبوع الماضي اصبح الكردغلي حديث الناس في الشارع الرياضي في اللاذقية وانقسمت الاراء حول عملية قبوله تدريب فريق رجال حطين بين مؤيد ومعارض , حيث يرى المؤيدون بانه من حق الكردغلي تدريب اي فريق حتى لو كان حطين طالما ان ناديه الاصلي تشرين لم يفكر ولو لحظة واحدة في التعاقد معه علما انه يبحث عن مدرب لفريقه , بل تم محاربة شقيقه أحمد (جكارة )به , ويعرف الجميع بان الكردغلي الصغير لم يشارك في مباريات الموسم الماضي إلا في مباريات قليلة جدا وفي الشوط الثاني تحديداً, مما ترك لدى الشقيقين اثاراً سلبية ,فيما يرى المعارضون بان( آل الكردغلي ) محسوبين على نادي تشرين ويجب عليهم الا يغيروا هواهم التشريني ,مهما كانت المغريات وبعيداً عن النكايات , وان البقاء دون تدريب افضل من الغوص في الرمال الحطينية ويعرف الجميع كيف ان الكردغلي الكبير ذاق قبل موسمين وخلال اسبوعين فقط عندما وافق على تدريب حطين من مرارة هذه التجربة ما لم يذقه طيلة حياته الكروية , وأكد المعارضون لهذه الخطوة بان الكردغلي سيعود الى ناديه في يوم من الايام وعليه ألا يخسر جمهوره الكبير الذي احبه وعشق فنه ,واذا اتخذ قراره بالموافقة على تدريب حطين فانه سيندم على هذا القرار وسيخسر انصاره في نادي تشرين الذين ينتظرون عودته ,وأكدوا بان جميع التجارب السابقة لانتقال اللاعبين والمدربين بين الناديين أكدت فشلها الذريع واذا اردتم التذكير ببعض الاسماء فإن تجربة جمال كاظم وطارق عبد الحق وغيرهم .. تؤكد ذلك , ويبقى السؤل الذي يطرح نفسه بقوة :هل يفجر الكردغلي مفاجأته ويوافق ام انه سيعيد حساباته من جديد ويؤجل طموحاته الى وقت لاحق /?! كل شيء وارد والكردغلي امام أصعب قرار اتخذه في حياته وهو بحاجة الى دراسة دقيقة .?!‏


الخاشو في القرداحة ..?!‏

جميع التشرينيين اشادوا بكفاءة المدرب الطموح أكرم خاشو وتجاربه السابقة مع فريق الشباب خير دليل على هذا الكلام ويكفي انه في دوري الموسم لماضي تسلم تدريب الفريق من المدرب السابق وهو في المركز الاخير على لائحة الترتيب ولكنه خلال فترة الاياب أكد بانه أفضل من يجيد التعامل مع هذه الفئة لانه يعرف كيف يصقل مواهب اللاعبين الشباب ويسخرها لمصلحة الفريق , ونجح بفضل خبرته في تحقيق لقب وصيف بطل الاياب بعد الكرامة ليقفز الفريق الى وسط الترتيب ,وبعد هذا الانجاز مع الفريق , لاندري لماذا تم اعفاء هذا المدرب من تدريب الفريق بدل مكافأته , رغم بصماته الواضحة والتي صنعت فريقا نموذجيا اصبح فرجة لجمهور تشرين نظرا لوجود مجموعة من المواهب الشابة نذكر منهم الهداف رامي لايقة ونديم صباغ وخالد الصالح وطلال الاعرج وغيرهم والاربعة تم تجريبهم مع فريق الرجال واثبتوا جدارتهم , ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه :لمصلحة من تم ابعاد هذا المدرب العاشق لنادي تشرين والذي يعتبر مكسبا للكرة التشرينية ويملك من المعلومات والبرامج التدريبية التي حصل عليها خلال اتباعه دورة تدريبية في فرنسا , وغير موجودة حتى عند مدربي فرق اندية الدرجة الاولى .?! ولان ادارة نادي القرداحة تعرف كفاءة هذ المدرب فقد سارعت الى التعاقد معه فيما استغنت عنه ادارة ناديه ..?!‏

 

أين الجمهور في الكرة الشاطئية .?‏

اذا كانت فكرة اقامة أول بطولة عربية للكرة الشاطئية على شاطىء اللاذقية قد استحقت الثناء والتقدير من قبل مؤسسيها , لكن مقومات نجاحها لم تكن متوفرة , وفي مقدمتها الحضور الجماهيري القليل جداً والذي لم يتجاوز في كل مباراة عدد الاداريين واللاعبين المشاركين في البطولة على الرغم من ان الشركة الراعية دفعت ملايين الليرات دعايات واعلانات عبر وسائل الاعلام المتنوعة من اجل استقطاب الجمهور لمشاهدة مباريات البطولة ولكنه لم يحضر وبقيت المدرجات المسبقة الصنع فارغة إلا من عدد قليل جداً وعلى اللجنة المنظمة ان تبحث عن الاسباب الحقيقية وراء هذا الغياب الجماهيري الذي أفقد البطولة نجاحها ورونقها , هذا بالاضافة الى عدم وضوح هوية الفرق المشاركة في البطولة والتي شارك بعضها بلاعبين قدامى وبعضها الاخر بخليط من القدامى والجدد ,والى الارتباكات التنظيمية التي حدثت قبل وخلال البطولة كونها التجرية الاولى , ومن الطبيعي ان تكون الخبرة التنظيمية ضعيفة , ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه :هل حققت البطولة الفائدة المرجوة منها , والتي تتناسب مع حجم تكاليفها المادية والتي تجاوزت الملايين ام انها بحاجة الى اعادة نظر ..?!‏


تغييب الكفاءات لمصلحة من ..?!‏

في جلسة جمعتني مصادفة مع اثنين من ابرز نجوم نادي اللواء سابقاً (تشرين حالياً) هما السيدان محمد التون وسليم قرة فلاح , تحدثا فيها عن ذكرياتهما الجميلة مع هذ النادي الذي تأسس عام 1966 في حي شعبي ضم مجموعة من اللاعبين الشباب الموهوبين لم تتجاوز اعمار اكبرهم الثامنة ربيعا استطاعوا خلال فترة قصيرة ان يفوزوا ببطولة اللاذقية وذاع صيتهم على مستوى سورية بعدها صعدوا خلال ستة اشهر الى الدرجة الاولى (ثانية حالياً) وان القره فلاح كان يلعب ثلاث مباريات بنفس اليوم مع ثلاث فئات وبكى كثيرا عند سماعه الغاء النادي الذي كان يشكل بالنسبة له كل حياته وكيف ان لعبة ضد النادي آنذاك ادت الى الغائه نهائيا بعدها تم دمجه مع اندية الجلاء والحرية وذكروا بعض لاسماء التي تابعت فيما بعد مسيرتها الكروية في ناديي تشرين وحطين منهم عدنان سنكري وسيف الدين اسكية ومحمد فياض وصادق محمد والمرحوم حسان نجم وغيرهم , وبعد حديث طويل من الذكريات والقصص والحكايات الطريفة تساءل السيد محمد التون الحاصل على بكالوريس من مصر في كرة القدم عام 77 وذلك بعد ان لعب في صفوف القادسية بعد الدمج (تشرين حالياً) في عام 72 وساهم في وصوله الى المباراة النهائية والتي لعبها في مدينة حلب وهذا مخالف للانظمة لان الطرف الاخر في المباراة هو فريق اهلي حلب الذي في عزه وكيف ان فريقه خسر المباراة بهدف فيما الغى يومها العميد فاروق بوظو هدفا صحيحا لهم وعندما سألوه بعد المباراة عن السبب اجابهم بانه لم يكن قادرا على مواجهة هدير جماهير حلب الاهلي , واعتبر تجربته مع نادي الجيش الذي تعاقد معه قبل السفر الى القاهرة للدراسة فاشلة لانه لم يأخذ فرصته ولكنه عندما شارك في احدى المباريات كبديل لاحد اللاعبين استحق الثناء والتقدير ,وبعد كل هذه الذكريات الملونة بالابيض والاسود طرح السيد محمد التون الذي يعمل حاليا مدرساً في كلية التربية الرياضية وسبق وكلف مشرفا على كرة القدم المدرسية في جمهورية اليمن ما بين عامي 85-90 عدة اسئلة حرجة ابرزها :كيف يختارون القيادات الرياضية ومتاهي الاسس الواجب توفرها في القائد الرياضي وضرب مثالا على ذلك انتخابات فرع الاتحاد الرياضي باللاذقية الاخيرة واسباب استبعاد الخبرات الرياضية الحاصلة على شهادات اكاديمية ويبلغ عددها المئات والتي من المفروض استدعائها والتشاور معها كي تتسلم دفة العمل الرياضي القيادي في المحافظة واستغرب لماذا يطنشون عن كل الكفاءات الرياضية ويختارون شخصيات من مجالات اخرى وهذا من الطبيعي يساهم في هدم الرياضة وليس في بنائها , وتساءل لماذا تغييب الخبرات الرياضية الكروية عن ادارات اندية اللاذقية ايضا ويمحون تاريخها وكأنها غير موجودة بالاصل رغم كثرتها وجميعها مستبعد او فضل الابتعاد لان الاجواء غير نظيفة واعتبر بان الوقت قد حان للعودة الى الريضة الاهلية وترك الرياضة لأهلها وابعاد كل ما يسيء الى قدسيتها , وخاصة المتطفلين عليها الذين خدمهم الحظ واصبحوا في المواقع القيادية نتيجة تقديمهم الولاء والطاعة لاصحاب النفوذ حتى صارت الرياضة في الاندية شوربة وستبقى هكذا اذا لم تحدث حركة تغيير شاملة في كافة المؤسسات الرياضية ومفاصلها وبكلمة مختصرة (وضع الرجل المناسب في المكن المناسب , عندها ستسجل الاندية والمنتخبات السورية اسمها بحروف مضيئة على لائحة الميداليات والبطولات العربية والقارية والدولية .‏


ويبقى السؤال الاهم : هل ستتحقق امنية محمد التون المشهود له بكفاءته التدريسية طوال ثلاثين عاما في كافة المجلات الرياضية على الصعيد المدرسي والجامعي ..?! نأمل ذلك‏

 

الموقف الرياضي / سمير علي

 

12-09-2004